Tuesday, September 16, 2008

من مقال ابراهيم عيسي - الدستور 11/9/2008

في رمضان وفي مثل هذه الأيام منذ 35 سنة، استطاع المصريون أن يغلبوا الساتر الترابي العائق الأخطر أمام تحرير أرض سيناء، بالعقل والإبداع وبالإيمان وبالحماس قهروا الساتر الترابي بترابه وأحجاره وصخوره، وبعد هذه السنين يقف المصريون اليوم عجزة خائرين خائبين أمام تراب الهدد وسواتر الإهمال والفساد التي راح ضحيتها أهالي الدويقة ومنشية ناصر!من المسئول عن هذا الانحدار؟.. من وراء هذا التراجع؟
أجاب عن هذين السؤالين بمنتهي القوة والغضب والشطط أهالي الدويقة حين قذفوا نواب مجلس الشعب ومسئولي الحكم الذين زاروه أمس الأول بالطوب وبالحجارة!ها هو الشعب في لحظة الانفعال والتوتر والفلتان يرجم نظام الحكم في البلد، هذا الرجم ليس رأياً فقط بل اتهام وإدانة، بل عقاب وعقوبة، بل حل يطرحه مصريون في حالة غضب وألم وأسي ومأساة!
مصر التي ظهرت منذ 35عاماً بلداً عفياً يسترد أرضه وكبرياءه وكرامته انتهي بها الحال كما تري، شعب مظلوم ومسروق ومنهوب، فكان رد فعله علي هذا كله بأن تحول إلي إما سلبي خانع أو متطرف غوغائي أو متعصب طائفي أو مرتش أو عشوائي في هجرته وفي وطنه!!
كل ما نعيشه الآن بسبب أحد قادة معركة العاشر من رمضان اللواء حسني مبارك الذي نسي أن القادة يتقاعدون.. وأن الرؤساء لا يُخلدون.. وأن البقاء في السلطة المطلقة كل هذه السنوات يدمر قواعد الوطن ويهدم أسسه.. وأن البلد الذي لا يتغير رئيسه 28سنة تحمض.. وأن البلد الذي لا يتغير حزبه الحاكم أكثر من ثلاثين سنة يفسد.. وأن البلد الذي يُورث يتجمد.. وأن البلد الذي يحكمه مليونيرات يفشل.. وأن البلد الذي تزوَّر انتخاباته ينهار.. وأن البلد الذي يحكمه جهاز أمن الدولة يتحول إلي سجن!